بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرسالة الأولى:
لماذا خُلقت؟ ما الغاية من وجودك ؟ ..
اعلم أن الإجابة واضحة ، خُلقنا لعبادة الله.. ولكن
السؤال الأهم، هل حياتنا، أفعالنا، أقوالنا، أخلاقنا، مشاعرنا، أفراحنا، وأحزاننا، آلامنا، وآمالنا .. هل هي لله، وفي مرضاة الله ؟..
يقول ربي وأحق القول قول ربي
قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ
(162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ
(الأنعام:162 : 163).
انظر في نفسك .. ماذا يملئ قلبك؟
ماذا تحب؟ ومن تحب؟ ولماذا تحب؟
متى تفرح وتسر؟.. ولماذا ولمن؟ ..
أين تحب الجلوس؟ مع من؟ ماذا تسمع؟ بماذا تتحدث؟
أسئلة كثيرة تحتاج منك أيها المبارك وقفة جادة للمحاسبة والاسترجاع.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يبَنِى ءادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَـٰنَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) وَأَنِ ٱعْبُدُونِى هَـٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ
( يس: 60 : 61 ).
كن مع الله يكن الله معك ..
أحبب لله يحبك الله ..
اعبده، اذكره، اشكره، ناده وقل:
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .
قل وردد:
اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزنى وذهاب همى وغمى.
************************
الرسالة الثانية:
قل لي من تصاحب ؟ أقول لك من أنت ؟ ..
إنها قاعدة عظيمة تقرها فطرة الإنسان وطبيعته، فالنفس تؤثر وتتأثر سلبًا أو إيجابًا، وكلما كثرت الخلطة وطالت .. كثر ذلك التأثر وزاد ..
والناس على اختلاف، فمن مقل ومكثر، أوما سمعت إلى قول نبيك :
المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل
..
ومن ينكر هذه الخصلة في بني البشر أو يشككها .. فهو مكابر، إنما يخالف عقله وفكره..
وإذا كان لا بد من دليل، فانظر إلى نفسك، نفسك أنت، كم من الخصال والطباع التي لم تكن عليها من قبل ..
ها أنت ذا تمارسها شيئًا فشيئًا حتى غدت عادة لك ..
فالمدخنون .. مثلاً .. كان أول عود أحرقوه تقليدًا ومحاكاة، إن لم يكن أُحرق لهم من جليس أو صاحب، والآن أضحت عادة وطبعًا ..
وإن السؤال الذي يتحرج من طرحه كثير من الشباب على نفسه، ولا يرغبون سماعه، ويتهربون منه حتى في صراعهم مع أنفسهم،
هل أصدقاؤك أحبابك، خلانك ؟ أصدقاء سوء أم صلاح..؟
روى البخاري ومسلم عن أبي موسى عن النبي قال:
إنما مثل الجليس الصالح، والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة .
ماذا يقولون؟ ماذا يفعلون؟
آراؤهم .. طباعهم .. هل توافق الشرع؟
هل ترضي الله؟ هل جلوسك معهم يقربك من ربك مولاك؟
أم على العكس من ذلك؟ ..
إضاعة للصلاة .. رقص وغناء .. تسكع في الشوارع .. إيذاء لخلق الله .. شتم ولعن ..
.. نعم أيها الحبيب ..
قد تعلو مجالسكم الضحكات والنكات، ولكنك توافقني أن بعدها من الهموم والحسرات، والغموم والآهات ما لا يعلمه إلا رب الأرض والسموات.
وأخيرًا
أقول لك وأجبني بكل وضوح
من تحب؟ من تجالس؟ من تصاحب؟
أولئك الذي تعلق قلبك بهم ..
هل ترضى أن تحشر معهم يوم القيامة؟ ..
أن تكون في منزلتهم وحزبهم ...؟؟
أترك الجواب لك .. ولكني أذكرك
وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّـٰلِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِى ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يٰوَيْلَتَا لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ ٱلذّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِى وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لِلإِنْسَـٰنِ خَذُولاً
( الفرقان:27 : 29 ) .
أبو طالب حُرم الإيمان وجنة الرحمن بسبب رفقة السوء والفسوق ..
فتصور حال النبي وهو فوق رأسه يقول:
يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله
والشياطين يرددون : أترغب عن ملة عبد المطلب ..
فتمثل نفسك وقد تخرج روحك وأنت عند رفقائك ..
هل سيذكرونك الشهادة أم ستبقى تصارع خروج الروح دون مذكر أو معين ؟
اترك الاجابة لك
الرسالة الثالثة :
هل أنت رجل بحق؟؟
عذرًا أيها الحبيب ..
فقد يكون السؤال ثقيلاً نوعًا ما، ولكن هذه هي الحقيقة ..
ما هو معيار الرجولة عندك، وكيف تقيسها من وجه نظرك ..؟
ما هي الرجولة في قاموس فهمك ..؟
هل الرجولة في الاهتمام بالملبس والمظهر تقليد لمغنى أو لاعب كره أو....، والوقوف أمام المرآة لتصفيف شعرك تقليد لمغنى أو..... ؟
هل هي في ملاحقة الطاهرات العفيفات، ورمي الأرقام، والأحاديث الوردية في آخر الليل..؟
هل الرجولة في سماع الأغاني ورفع صوت جهاز التسجيل والتراقص ..؟
هل الرجولة فى لبس السلاسل !..؟ !!!
هل الرجولة في قيادة السيارات بتهور ..؟
هل هي في تقليب القنوات والنظر إلى ما حرم الله ..؟
هل هي في السفر إلى بلاد الضلال ؟.
اسمع أين هي الرجولة ؟ في ماذا تكون؟
لا أحكم بها أنا ولا أنت ..
بل حكم أحكم الحاكمين سبحانه...
فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوّ وَٱلاْصَالِ (36) رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَـٰرَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَاء ٱلزَّكَـوٰةِ يَخَـٰفُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلاْبْصَـٰرُ
( النور:36 : 37 ) .
يا اخي في الله..
أيسرك أن تقبض روحك وأنت تقلب قنوات الفضاء ..؟!
أترضى أن يفاجئكَ ملك الموت وأنت ممسك بسماعة هاتفك .. تخاطبها ..؟!
ماذا لو أتاك الموت وأنت تسمع الغناء .. وأنت ترقص .. وأنت ترى فلمًا أو تنظر في مجلة..؟!
ماذا لو نزل بساحتك ويراك تسطر رسالة الحب والغرام إلى عشيقة أو عشيق ..؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
وَنَادَىٰ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ أَصْحَـٰبَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالُواْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ
(50) ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا فَٱلْيَوْمَ نَنسَـٰهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُواْ بِـئَايَـٰتِنَا يَجْحَدُونَ
( الأعراف:50 : 51 ).
أسْتَغْفِرُ الله الَّذى لا إلَـهَ إلا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّوم وأتُوبُ إلَيْهِ
***********************
الرسالة الرابعة :
أيها الأخ المبارك .. يا أمل الأمة ويا كنزها الغالي:
هل أنت راضٍ عن نفسك، عن واقعك، عن علاقتك بربك، عن أصدقائك، عن تعاملك، هل تجد طعم الراحة والسعادة .. ؟
أخبرنا ؟
هل وجدتها في الملهيات، في السهر والمعاكسات في الضحك ؟
هل وجدت الطمأنينة والأنس في السيارات، في المال، في الغناء، في رفقاء السوء ..؟
ماذا عن نومك، يقظتك .. ليلك .. نهارك؟.
هل تشعر بالراحة والسرور، هل تشعر بانشراح الصدر وأمن النفس ...؟
لو قلت فصدقت ..
لقلت: لا
لقلت: لا
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ أَعْمَىٰ
( طه:124 ).
فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَـٰمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى ٱلسَّمَاء
( الأنعام:125 ).
إني أراك جربت كل شيء .. كل شيء تبحث عن السعادة والراحة ..
اسمعها..
إن السعادة والفرح في سجدة لله تبكي بها على ذنوبك وتندب تقصيرك ..
إن السعادة الحقة في التوبة النصوح ..
إنها هناك ..
في المسجد حيث الهدى والنور، في الصلاة، في الدعاء والخضوع، في رفقة الصلاح، فلا هموم إلا هم الإسلام، لا تسمع إلا حقًا، ولا تمشي إلا إلى خير، تجد الضحك ممزوجًا بالحب الصادق، والأنس متعلقًا بالنصح والإنابة ..
فمتى متى تكون أكثر جرأة في اتخاذ القرار، أعظم قرار في حياتك؟
متى ستطلّق حياة اللهو والعبث بلا رجعة لتجرب حياة الإيمان والسعادة ..؟.
ماذا تنتظر؟ ..
قلها وأسمعها الدنيا
أنا مؤمن، لله حياتي، كلماتي، حركاتي، سكناتي، خفقان قلبي، وجريان الدم في عروقي.
عد إلى الله ..
وتب إليه، مهما كانت ذنوبك، أو عظمت عيوبك ...
روى مسلم عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله :
أن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها.
وعند ابن ماجه بإسناد جيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :
لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء، ثم تبتم لتاب عليكم.
وفي الخبر الذي رواه البخاري ومسلم عن الرجل الذي قتل مائة نفس فولّى إلى قرية ليعبد الله مع أهلها حتى إذا بلغ نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلاً بقلبه إلى الله، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة.
فاقبل وعد وتب فمهما كان ذنبك أو خطاياك لو عدت فالله يفرح بتوبتـك
وليس هذا فقط
بل قد يحبك الله فالله يحب التوابين
وانظر كرم الكريم
بل قد تنقلب حسنات
فعد إلى الله يقبلك
وتُب إليـه يرحمـك
وإستغفـره يغفـر لك
والله أسأل أن يتوب علينا وعليكم ويغفر لنا إنه هو التواب الرحيم
وأن يجمعنا بمشايخنا ومن علمونا بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا في الفردوس الأعلى من الجنه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أسْتَغْفِرُ الله الَّذى لا إلَـهَ إلا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّوم وأتُوبُ إلَيْهِ
**********************